search
burger-bars
Share

سكنت فلسطين، عبر التّاريخ، شعوبٌ كثيرة ووطأت أرضها أممٌ عديدة، منهم من استوطنها فسكنها حتّى اليوم ومنهم من حلّ فيها زمناً ثم ارتحل عنها. أمّا اليوم، فالشّعب السّاكن فيها ينقسم الى شعبين يحكمها العداء منذ عشرات السنين. الشّعب الفلسطيني العربي ودولته فلسطين، والشّعب اليهودي ويطلق على دولته اسم اسرائيل...والواقع ان الاسرائيليين يحكمون الأغلبية الساحقة من البلاد باستثناء قطاعين صغيرين هما الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة اللذين يخضعان لسلطتين فلسطينيتين. عسى ان يصبحا سلطةً واحدةً إذ يكفي الشعب الفلسطيني تشرذماً في وقتٍ تدعو الحاجة الى الوحدة والتّضامن للقيام بمسؤوليات الوطن على أفضل ما يمكن.

 

في هذا البلد اختار السّيد المسيح ان يولد ويتنقّل بين مدنه وقراه مرشداً ومعلّماً وصانعاً خيراً للكثيرين. لقد ولد المسيح في بيت لحم (متى2: 1) وسكن النّاصرة وتربّى فيها وعبر في الجليل براً حيث بدأ باختيار تلاميذه (متى4: 18) وبحراً ووطأت قدماه بين عنيا وبات فيها (مرقس11: 11)، وسكن كفرناحوم (متى4: 13)  و في قانا شارك النّاس افراحهم (يوحنا2: 2...)، والسّامرة  عبرها مبارِكاً إمرأةً السّامريّة مغيّراً حياتها (يوحنا 4). أما في أورشليم فبعد ان علّم فيها داعياّ الناس الى التّوبة...، أكمل رسالته التي جاء من أجلها فادياً العالم بموته على الصليب وقائماً من الموت بمجدٍ عظيمٍ (الإصحاحات 26 و27 و28 من انجيل متى). وفي جميع الأماكن التي عبرها المسيح صنع الآيات والعجائب العظيمة. لقد أطعم الجياع  شفى المرضى من أمراض كثيرة (البرص، العمى، الصّم، الخرس، الشّلل وسائر العلل ...)، وطرد الأرواح النّجسة من المسكونين بها، وأقام الموتى آمراً أرواحهم أن ترجع الى أجسادهم. وكما ولد في فلسطين فهو منها ارتفع الى السّماء بعد انجاز مهمّة الفداء العظيم بموته مصلوباً وقيامته من الموت منتصراً على الموت. وإلى تلك البلاد سيرجع ثانية آخر الزّمان ليحكم بالعدل ديّاناً للعالم كلّه (أعمال الرسل1: 11 و رؤيا يوحنا22: 12).

من هذا البلد انطلقت رسالة الإنجيل، الخبر السّار، الى العالم اجمع كما أمر الرب يسوع المسيح تلاميذه قائلاً: اذهبوا الى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلّها (متى 28: 15). ومن هناك أيضاً بدأت معاناة كلّ من آمن بالمسيح أفراداً أو جماعات، فاضطرّوا الى التشتّت في البلاد المجاورة وصولاً الى دولٍ بعيدةٍ معلّمين ومبشّرين بالكلمة معلنين الحقّ للنّاس جميعاً. والمشعلُ الذي حملوه ما زال يسطع نوراً في أرجاء المعمورة كلها حتّى يومنا هذا وسيبقى الى ان يطلّ ملك الملوك وربّ الأرباب من السّماء على السّحاب معلناً نقلةً جديدةً للعالم. وطوبى لمن يكون مستعدّاً لذلك اليوم المجيد.

 

المسيحيون في فلسطين

ما زال الوجود المسيحي متجذرا في ارض فلسطين منذ وجود السيد المسيح على ارضها وحتى يومنا هذا... حتى ولو كان المسيحيون هم الأقلية لكنهم خميرة الأرض ورائحة المحبة والسلام تنبعث من كنيسة القيامة وقبة الصخرة بل من كل بيت يشع منه نور المسيحي...المسيحيون في فلسطين متشبثون بأرضهم ووطنهم وولائهم لهويتهم...يعانون كسائر المواطنين الفلسطينيين، ويساهمون في انماء وازدهار وطنهم في كافة المجالات...وبالرغم من هجرة عائلات مسيحية كثيرة الى دول مختلفة في العالم، فهؤلاء لم يتنكروا ابدا لهويتهم بل يفاخرون بها ويحافظون عليها ويتوقون الى يوم العودة الى بلدهم كي يكون لهم وطنا سيدا حرا مستقلا يحترم قيمهم ومبادئهم وايمانهم...

و المزيد عن فلسطين تجده في اقسام التّاريخ والجغرافيا والثّقافة والتّراث والسّياحة والآثار.

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads