search
burger-bars
Share

الوجود المسيحي تاريخياً

من المعروف تاريخياً أن المسيحية منذ بدايتها وصلت الى منطقة الجزيرة العربية بأكملها، فبنيت دور العبادة في المدن والقرى، واعتنقت قبائل عربية كثيرة الايمان المسيحي حتى صارت المسيحية متجذرة في كافة دول شبه الجزيرة العربية طيلة القرون الأولى للمسيحية...

ومن المؤكد ان الايمان المسيحي بلغ سلطنة عمان اذ كانت القبائل التي اعتنقت الايمان المسيحي موزعة في اكثر من دولة في شبه الجزيرة، من هذه القبائل على سبيل المثال: قبيلة الغساسنة التي كانت منتشرة بقوة ولها سلطان في مختلف أراضي شبه الجزيرة العربية...أما عن زوال المسيحيين من السلطنة فهو يعود للأسباب نفسها التي دعت معظم المسيحيين في شبه الجزيرة الى هجران اوطانهم ، والقلة الباقية إما أُجبرت على اعتناق الاسلام او بالعيش  تحت الحكم الجديد المسيطر مقابل دفع الجزية (وهم صاغرون)...

 

الوجود المسيحي حديثاً

أما في التاريخ الحديث، فقد عادت المسيحية بشكل ملحوظ الى سلطنة عمان ابتداء من القرن التاسع عشر اي حوالي عام 1893م،  حيث وصلت جماعة مسيحية الى مسقط واشترت بناء كبيراً مع قطعة أرض حصلت عليها هبة من سلطان الدولة...ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، لا يزال الوجود المسيحي ظاهراً، فازداد عدد المسيحيين حتى اصبح عشرات الآلاف، لهم كنائسهم ومراكز خدماتية تعنى بشؤون الناس المحتاجين...وأيضا بنوا المدارس في مدن مختلفة من السلطنة...

الغالبية الساحقة من المسيحيين الموجودين اليوم في سلطنة عمان هم من الأجانب الوافدين إلى السلطنة للعمل، وخاصة من الدول الآسيوية كالفليبين والهند بالإضافة الى جالية عربية مسيحية من مصريين ولبنانيين وسوريين واردنيين وعراقيين...وبحسب تقرير صادر عن مراجع إحصائية، فإن المسيحيون في سلطنة عمان يشكلون اليوم ما يعادل ثلاثة بالمئة من مجموع السكان، ويتوزعون على مختلف المدن في السلطنة وبشكل خاص في العاصمة مسقط...

 

مسيحيون عُمانيون

لا يوجد إحصاء دقيق عن عدد المسيحيين الذين يحملون الجنسية العُمانية، إلا أنه لا بد من الإشارة إلى أن عدداً لا بأس به قد آمن بالمسيح، ولكن نظراً للحظر الموضوع على تغيير الدين في السلطنة تحت طائلة العقاب، فهؤلاء المؤمنين يعتبرون ان الإيمان هو في القلب والفكر وليس على الورق...

نصلي لله ربنا الواحد ان يجعل السلطات تمنح مساحة اوسع من الحرية للمسيحيين في سلطنة عمان دون ان يتعرضوا  لأي مضايقات بسبب إعلانهم ايمانهم مجاهرة...ونسأل الله الحماية والرعاية لهم ولكل سكان السلطنة...

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads