search
burger-bars
Share

استجمعت شجاعتي وقرّرت أن أخلع حجابي، ذهبت لعملي صباحاً وشَعري حُرّ بدون غطاء.

استقبلني زملاء العمل بعضهم بالتّرحاب والغالبيّة بالتّهكُّم!. بالرّغم من أنّ بعض المتهكّمات كُنّ يرتدين ملابس فاضحة، مع حجاب الرّأس.

وحينما عدت إلى منزلي، كان أبي يجلس في الصّالة وشاهدني بدون حجاب، تسارعتْ دقّات قلبي فهو شخص متشدّد جدّاً خاصّة معنا نحن البنات. وقد انتفض من مكانه وشدّ شعري وانهال عليّ بالضّرب.
ضربني حتّى تورّم وجهي. ضربني بقسوة، وكأنّ قطعة القماش هذه قد أنهت علاقتي به. وقرّر ألّا يخرجني من منزلي ألّا إذا كنت سأرتدي النّقاب!.


تساؤلات منطقيّة
- هل كلّ فتاة ترتدي الحجاب محترمة وبريئة؟
- هل ارتداء الحجاب لإرضاء الله أم لإرضاء النّاس والمجتمع؟
- هل لدى الله مشكلة مع شعر المرأة؟
- وهل المرأة مجرّد جسد؟
إذا كان الهدف من الحجاب هو إرضاء الله فيجب أن يكون ناتجاً عن قرار شخصي نابع من قلب الفتاة. فبالتّأكيد أنّ الله لا يرضيه أن نُجبَر على إرضائه وقلوبنا بعيدة عنه.


أنتِ لست سلعة جنسيّة
المشكلة هي في بعض المعتقدات التي ترسّخت في مجتمعاتنا، تلك التي تنظر للمرأة على أساس أنّها مجرّد جسد يجب تحاشيه وتغطيته، جسد علينا الخوف من آثار شهوته علينا، جسد علينا التّحكّم فيه وقهره حتّى لا يخرج من تحت سيطرتنا.
أنتِ إنسانة قبل أن تكوني جسداً. أنتِ مخلوقة حرّة وجميلة، بل من أجمل مخلوقات الله، ليس من حيث الشّكل فقط، ولكن أنتِ مصدر للحُبّ والحنان والرّعاية والسّلام في عالمنا.


هل الحجاب يُرضي الله؟
نمارس ممارسات كثيرة لنُرضي الله، ولكن هل هذه الممارسات فعلاً هي ما يرضي الله؟
لذا هيا لنفكّر معاً:
- لأنّ الله عادل فأنتِ لست أقلّ من الرَّجُل.
- لأنّ الله هو من خلقك، وخلق الإنسان ذكراً وأنثى على صورته. فليس فيك شيء نجس.
- لأنّ الله ينظر إلى قلب الإنسان، الذي إذا كان نقيّاً وطاهراً، ظهرت هذه النّقاوة والطّهارة في الكلام والملابس والعلاقات مع الجميع.
- لأنّ الله خلقنا أحراراً فلا يمكن أن يدع أحد يجبرنا على شيء، وخاصّة الأمور المتعلّقة بعبادته.
- لأنّ الله يتعامل معنا بصورة شخصيّة، فمعرفته هي اختبار خاص بك وحدكِ، عليك أنتِ وحدكِ أن تبحثي عن الطّريق إليه.

عزيزتي، الله يحبّك ويراك بصورة مختلفة عن التي بها ترين نفسك، يراك بصورة مختلفة عن تلك التي يراك الآخرون بها. الصّورة التي خلقك ويريدك عليها.
يحبّك ويشعر بك، يشعر كم ظُلمت بسبب معتقدات وأفكار قاسية منتشرة في مجتمعك. يحبّك ويريد أن يتواصل معك الآن.
قولي له: "يا ربّ، حضورك يملأ الكون، وأنت هنا وتسمعني، عرّفني الطّريق إليك، اِلْمس قلبي بمحبّتك العظيمة، لا تتركني تائهة، لا تتركني بعيدة عنك. فقط عرّفني طريقك".

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads
دردشة
تم إغلاق هذه الدردشة

تحميل تطبيق "الإيمان والحياة"

Android
iPhone