لن أتركك يا بغداد!
لذلك أنا حيّ .. لم أسمع لنداء أقرب أصدقائي بالهجرة إلى أوروبا عبر تركيا واليونان ..
غرقوا جميعهم في البحر، أكلتهم الأسماك، لم ينج منهم أحد ..
بالرغم من أنه لا مستقبل لبلدي ..
بالرغم من أني رأيتها تهدم مراراً كثيرة ..
رأيت أبناء الوطن نفسه والدِّين نفسه يقتلون بعضهم البعض بلا رحمة!.
رأيت أبرياء وأطفالاً بعثرتهم القنابل على غفلة لأن كل فريق يظنّ في نفسه أنه يتبع الله ..
تدمرت بلادي على يد المدافعين عن إلههم .. نعم إلههم هم ..
فلا يمكن أن يكون هذا هو الله الحقيقي ..
الله الحقيقي مليء بالجمال، بالحب، بالسلام، بالرحمة .. إلخ
ليس إله قتل ..
ليس إله كراهية ..
ليس إله تكفير ..
ليس إله خوف وإرهاب ..
فإذا كان الله يفعل هذه الشرور، فماذا سيفعل الشيطان؟
يا بلاد ما بين النهرين لن أتركك، بالرغم من أنه لا يوجد بصيص أمل أو رجاء في مستقبل جديد ..
ولكنني سأضع عينيّ على الإله الحقيقي ..
هو وحده الذي "عَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ".
فرجاء الأمم ليس على حكومات، أو بشر، أو دول ..
لكن رجاءنا عليك أنت وحدك ..
وحتى لو كان الشر عظيماً، والظلام دامساً ..
فأنت النور ..
يا سيدي يسوع المسيح
رجاء شعب العراق عليك وحدك .. خلِّصنا
آمين