search
burger-bars
Share

طوفان نوح ليس مجرد فيلم2الحلقة الثانية

كيف يمكن لنوح أن يبني فلكاً يتّسع عيّنة من كل المخلوقات؟
يتبع ..

سفر التكوين 6: 20
(مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنَ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنْ كُلِّ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاسْتِبْقَائِهَا).
ممالك الكائنات الحية هي:
الفطريات، البكتريا، الأصليات، الطلائعيات، النباتات، والحيوانات

أخذ نوح معه في الفلك جزءاً من المملكة الحيوانية، ولذلك سيكون التقسيم كالتالي:
مملكة، شعبة، صنف، رتبة، فصيلة، جنس، نوع
فمثلاً الكلاب عدة أنواع ولكنها جنس واحد، والقطط أنواع كثيرة ولكنها جنس واحد.
فهناك كلب مجنس من أكثر من نوع، وكلب آخر مجنس من أكثر من نوع، عندما ينجبان ستتداخل عوامل الوراثة وينتج غالبية الأنواع مرة أخرى، حتى المتنحية في وقت من الزمان، ولذلك حدد الكتاب المقدس أن نوح أدخل اثنين من كل جنس وليس من كل نوع، لأنه يوجد أجناس تحتوي تحت تقسيمها على مئات بل آلاف الأنواع.

هذه الأجناس من المملكة الحيوانية تتناسب مع المساحة والوزن المسموح به بحسب العمليات الحسابية.

أحجام الحيوانات هي:
الطيور الكبيرة التي لا تطير 55 جنس والصغيرة 5000 جنس، ولذلك فسيحتاج لأن يأخذ تقريباً 10100 طائر، وبإضافة بعض الطيور الطاهرة التي هي تقريباً 10 أنواع، فسيأخذ منها 7 فتكون سبعين، فإجمالي الطيور لا يتعدى 10200 طائر، ورغم وجود طيور كبيرة وصغيرة فإن متوسط حجم الطيور كلها هو حجم عصفور كبير، وأقل بكثير من اليمامة.

فى كتابه فلك نوح ألمح "جون وودمورابى" الباحث وأحد علماء الخليقة إلى أن الأمر لم يستلزم إلا وجود 16000 حيوان للحفاظ على الأجناس المخلوقة التي أحضرها الله إلى الفلك. (1)

ولكن ماذا بالنسبة للحيوانات الضخمة كالفيلة مثلاً؟
لو كنت مكان نوح لكنت سأتصرف بذكاء وأقوم بأخذ صغار هذه الحيوانات وهي فكرة جيدة من عدة نواحي هي:
- لأنها أصغر في الحجم، فالزرافة الصغيرة التي تعتمد على نفسها في الأكل هي سدس حجم الزرافة الكبيرة.
- الوزن أقل من البالغين.
- ينامون وقت أطول من البالغين وذلك يكون مفيداً في ظروف الطوفان.
- غير متوحشين ولا يثورون مثل البالغين.
- لن ينجبوا في الفلك.
- أكثر قدرة على تحمّل الخبطات والكدمات وسرعة التئام الجروح أكثر بكثير لديهم.
- كما أن عمرهم الصغير هذا سيسمح لهم لأن ينجبوا أكثر بكثير من البالغين. (2)

سعة الفلك وقوته
يقول في تكوين 6: 15 وَهكَذَا تَصْنَعُهُ: ثَلاَثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ يَكُونُ طُولُ الْفُلْكِ، وَخَمْسِينَ ذِرَاعًا عَرْضُهُ، وَثَلاَثِينَ ذِرَاعًا ارْتِفَاعُهُ.
بعكس كثير من الرسومات الغريبة التي تُظهر الفلك كسفينة متضخمة (وأعناق الزرافات بارزة من السقف) فإن الفلك كما جاء في الكتاب المقدس كان سفينة ضخمة.

تُعد أبعاد الفلك منطقية لسببين (3): المقاييس تشبه مقاييس سفينة شحن حديثة وحجمه مثل حجم سفينة خشبية. الذراع يعطينا صورة واضحة عن الحجم (4) . باستخدام الذراع في القياس نستنتج أن الفلك كان طوله يبلغ 450 قدم (137 متر) على الأقل وعرضه 75 قدماً (23 متراً) وارتفاعه 45 قدماً (14 متراً) .

وبالبحث أيضاً وجد أن 70% من الكائنات التي تعيش على اليابسة حشرات صغيرة الحجم، لا تأخذ حيّزاً أو وزناً.
وإذا فرضنا أن نصف فلك نوح يخصص للحيوانات، والنصف الآخر لطعامها، نجد أن الأمر كان سهلاً جداً على فلك بهذه السعة. بل ومدة تجهيز الفلك (120 سنة) كانت كافية لتجهيزه وتخزين الأطعمة ولتجميع الحيوانات.

وفيما يخص قوته وتحمله للطوفان فقد قام مركز أبحاث عالمي في كوريا الجنوبية ويسمي بالمركز العالمي لأبحاث السفن، World-calss Ship research centre KRISO- بإجراء دراسة عام 1992 (قاد الدراسة الدكتور هونج المدير العام الحالي لمركز الأبحاث مع فريق من 9 باحثين) على قوة هيكل فلك نوح بحسب الأوصاف التي كتبت عنه في سفر التكوين، وقد أكدت الدراسة على أن الفلك يمكنه تحمل أمواج يصل طولها 30 متر، وأن نسب المقاييس المذكورة في الكتاب المقدس دقيقة. يذكر أن الدكتور هونج مؤيد لنظرية التطور.


المراجع
1- "ج. وودمورابى" Noah’s Ark: A Feasibility Study ، معهد الخليقة، سانتي، كاليفورنيا، .2003
2- Source: Whitcomb, John C. Jr. and Henry M. Morris, 1961. Philadelphia, PA: Presbyterian and Reformed Publishing Co., p. 69.
Woodmorappe, John, 1996. Santee, CA: ICR, p. 13.

3- قال أعظم خبراء السفن حديثاً في كوبنهاجن بعد مرور آلاف السنين وبعد أبحاث طويلة "علينا أن نعترف أن أبعاد فلك نوح في (تكوين 6) هي أفضل نسبة أبعاد للسفن الكبيرة [الطول إلى العرض 6-1]" وقال دكتور هنري مورس عالِم السفن إن أبعاد الفلك تجعل من المستحيل أن ينقلب إلا إذا وقف رأسياً، أما النافذة فمساحتها حوالي 200 متر مسطح كافية جداً للتهوية وهذه الكوة المستطيلة يخرج منها الهواء الساخن ليحل محله هواء نظيف، وهذا يتفق علمياً مع أحدث أساليب التهوية حيث تعمل تيارات الحمل على دفع الهواء الساخن إلى أعلى.
4- تم تعريف الذراع على أنه طول الساعد من الكوع إلى طرف الإصبع . الذراع القديمة تتراوح ما بين 5.17 بوصة (45 سم) و22 بوصة (56 سم) ، وانتشر استخدام القياسات الطويلة في المباني القديمة الضخمة. وبالرغم من هذا فحتى الذراع المعتدلة ذات الـ18 بوصة (46 سم) تعني مركباً كبيراً.

تابعنا في الحلقة القادمة: كيف لله أن يصدر حكماً بالعقاب الجماعي على كل البشر؟ 

يتبع

 

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads
دردشة
تم إغلاق هذه الدردشة

تحميل تطبيق "الإيمان والحياة"

Android
iPhone