search
burger-bars
Share

عيون الآخريننحن نواجه دائماً محاكمة غير شرعيّة 

-حين تتّجه إلينا عيون الآخرين- فتحكم علينا أحكاماً لا يُنطق بها، لكنّها تسبّب لنا الحيرة والارتباك.


وهناك مَثل لذلك: لو أنّ واحداً منّا تلعثم في قراءة نصّ مكتوب أمام مجموعة من الزّملاء، فإنّه يُصاب بارتباك شديد، لا يتناسب مع الخطأ الذي وقع. فما سبب هذا الارتباك؟

إنّ تحليل الأمر يؤكّد أنّ رؤيتنا لأنفسنا تتأثّر كثيراً بوجهة نظر الآخرين فينا. فالنّاس يؤثّرون على طريقة تقويمنا وقبولنا لأنفسنا. وحتّى لو لم يكن لأفكار الآخرين عنّا تأثير في سلوكنا، فإنّها تؤثّر على مشاعرنا من جهة أنفسنا -إيجاباً أو سلباً-.

يقول الفيلسوف إريك هوفر: "إنّنا نعرف أنفسنا معرفة سماعيّة – ونحن في أغلب الأحيان نتشكّل حسبما يقول الآخرون عنّا!. "فإذا تحدّثوا عنّا حديثاً طيّباً، غمرنا الزّهو، وأحسنّا الظّنّ بأنفسنا، وإذا قيل عنّا كلاماً سيّئاً يكون لدينا ميل لاستبطان هذا الحكم"، وأصبحنا نفكّر ونشعر شعوراً سلبيّاً تجاه النَّفْس!.

إنّ كلّ تقدير للنَّفْس – أو ازدراء بها – يُخلَق فينا نتيجة تفاعلنا مع الآخرين. ويعتمد في أغلب الأحيان على أحكامهم. بل إنّ واحداً من أهمّ الحوافز التي تدفع الإنسان إلى إجادة عمل ما، هو استرضاء عيون الآخرين. وحين تقدَّم الجوائز للأبطال، فإنّهم في تلك اللحظة لا تكون سعادتهم بسبب أعمالهم أو إنجازاتهم، بل لأنّهم يرون أنفسهم من خلال عيون الآخرين، التي تنظر إليهم باستحسان، وتعتبرهم مستحقّين للتّقدير والمديح!.

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads

تحميل تطبيق "الإيمان والحياة"

Android
iPhone