عندما نفكر في الاسترخاء، لابد أن نفكر في التوتر.
فلعل التوتر الشديد هو أحد معالم عصرنا، فهو الوجه الآخر لبريق الحياة المعاصرة.
فبرغم ما تحمله الحياة العصرية من مكاسب حضارية، فإنها تضع على كاهلنا قدرًا عظيمًا من المسئوليات والالتزامات، والضرورات، التي تؤدي في النهايات إلى كثير من التوتر.
وقد أصبح التوتر في حياتنا ضيفًا ثقيلاً يدخل إلينا من آلاف المداخل ويحاصرنا بكل الوسائل. فهو يزورنا مع كل صحيفة صباحية، ومع كل نشرة إخبارية، ويواجهنا في أروقة العمل وفي غرف البيت، ويهاجمنا فوق فراشنا. ولم يعد من السهل أن تهدأ النفوس، أو أن تمارس العقول والأجساد شيئًا من الاسترخاء.
ويأتي التوتر في حياتنا نتيجة الخوف من هذا الكم الهائل من المتغيرات التي تحدث حولنا، كما يأتي نتيجة استمرار الصراخ الداخل بين مكونات النفس الإنسانية بسبب تلك المعركة الساخنة بين انفعالاتنا المشحونة بالغضب حين نختلف مع الآخرين أو حين نعجز في مواجهة موقف أو في اتخاذ قرار.
وهذا التوتر - أيًا كان سببه يدمرنا ويصيبنا التعب والإرهاق ويحول دون استرخائنا أو راحتنا. إنه توتر قاتل!.