search
burger-bars
Share

!!أنقذني من العذاب"أنا متزوّجة منذ 9 سنوات من رَجُل أحببته وكنت قد أخطأت

 معه قبل الزّواج، فقال لي الأب إنّه لا مانع من الزّواج ولكن عليك بالتّوبة.
ثمّ تبيّن لي فيما بعد أنّ زوجي إنسان سيّء وظالم ولا يعطيني حقّي كزوجة وامرأة. أنا منذ 9 سنوات أعيش في عذاب. ومنذ ستّ سنوات تعرّفت على شاب مسيحي مثقّف أقنعني بأنّه يمكن لي ومن حقّي أن أعاشره وهذا حقّي على أن أظلّ مع زوجي.
وعندما علمَتْ صديقتي بهذا عنّفتني. فقلت لها، ماذا أفعل؟ لو كان باستطاعتي لطلّقت زوجي وتزوّجت آخر. ولكن ماذا أفعل؟ أنا أعيش في عذاب.
ماذا أفعل!
أنقذني من العذاب!
أنا أعيش في البيت مثل القطّة آكل وأشرب. بل القطّة تقضي غريزتها فماذا أفعل في الغريزة التي لا حيلة لي بها؟
"أرجووووووك أنقذني"

أختي العزيزة
 
وصلتني مأساتك وهي مأساة مُتشعّبة وشائكة من كُلّ الوجوه، ليس فقط حسب الجزئيّة الهامّة التي تُركّزين أنتِ عليها في سؤالك حول الحاجة لإشباع الغريزة، لكنّها مأساة من كلّ النّواحي والظّروف والمُلابسات والأطراف!!. والحقيقة هي أنّنا كثيراً ما نحصد نتيجة ما نزرعه، خيراً كان أم شرّاً، إلّا ما يعفينا الله من دفع ثمنه بنعمته، لكن هذا هو الاستثناء، ويظلّ القانون هو القانون. ولو يعلم الإنسان أنّه عاجلاً أو آجلاً سيأتي اليوم الذي فيه سيدفع ثمن ما اقترفه من ذنوب وآثام، لكان قد امتنع عن الكثير من الخطايا والآثام التي يرتكبها، لذلك فكلّ الأديان تُحذّر تحذيراً شديداً من عاقبة الشّرّ والخطيّة، وإن كانت ليست كلّها تُقدّم الحلّ للخلاص من الخطيّة وهذا موضوع آخر أرحّب أن أساعدك بخصوصه إن طلبتي منّي ذلك في فرصة أخرى لأنّه شديد الأهميّة!.

أنا أكتب هذه الكلمات الآن ليس لك فقط بل للكثيرين ممّن يقرؤون ليحذروا تجاه طُرقهم ولا يسقطوا في الخطيّة. ذكرتِ أنّ الأب كان قد نصحك بالتّوبة وحسناً فعل، وأنا أرجو أن تكوني قد فعلتي لأنّها خطوة مُهمّة جدّاً من أجل حياتك وأبديّتك، وكلُّ من يقترف ذنباً مهما كان يستطيع أن يتقدّم لله طالباً الرّحمة والمغفرة في اسم يسوع المسيح بقلب تائب وستُعطى له. نقترب الآن أكثر لبيت القصيد ولُبّ المُشكلة من وجهة نظرك ألا وهو امتناع زوجك عن مُعاشرتك وإشباع الغريزة عندك، وأمر كهذا شديد التّعقيد وكان يحتاج أن نستمع لتفصيل أكثر منك أو منه لعلّنا نصل للأسباب الحقيقيّة من وراء هذا الامتناع. والرَّجُل الشّرقي عادةً حينما يرتكب الإثم مع امرأة غالباً ما يشكُّ من جهتها ومن جهة أمانتها وإخلاصها له، وكثيراً ما يعتقد أنّها ما دامت قد تنازلت معه فما الذي يمنع أو يضمن أن تكون قد فعلت ذلك مع آخرين أيضاً سابقاً أو لاحقاً، ممّا يجعله بشكل أو بآخر يُعاقبها ويتجنّبها وأنا لست هنا بصدد تبرير ذلك من عدمه، فخطأ الرّجُل لا يقلّ بأيّ حال عن خطأ المرأة، لكن الرَّجُل كثيراً ما لا يحسب الأمر هكذا! ولست أعلم أيضاً إن كان زوجك هذا قد تزوّجك برضاه أو تحت تأنيب الضّمير أو بضغط خوف من فضيحة أو خلافه، وإجابة هذه الأسئلة كلّها قد تساعدنا في فهم ما يجري من حولنا.

 نأتي الآن لنقطة الشّاب الآخر وأنا لن أعلّق كثيراً على ديانته فذلك موضوع شرحه يطول، لكنّني بإيجاز أقول لكِ إنّ المسيحي الحقيقي ليس هو ذلك الإنسان المولود من أبوين مسيحييّن أو مُسجّل في الأوراق الرسميّة كمسيحي، لكنّ المسيحي الحقيقي هو ذلك الإنسان الذي قَبِل المسيح في قلبه واغتسل بدمه وتغيّرت حياته بعمل المسيح فيه. ويقيناً بهذا المقياس فإنّني أقول إنّ الكثيرين من المسيحيّين هُم مسيحيّون إسميّون ولا ينتمون للمسيح بحقّ، ومنهُم هذا الشّاب الذي يُحاول أن يستغلّ حاجتك ومُعاناتك ليخدعك. والمُشكلة أنّه وجد ضالّته فيكِ لأنّه يعرف احتياجك، وهذا هو الذي قد حدث على الأرجح معك في خبرتك الأولى للسّقوط، وأرجوكِ ألّا تُكرّري الخطأ مهما كان الاحتياج ودرجة الإلحاح لئلاّ تتعقّد المُشكلة أكثر وأنت أخيراً من ستدفعين الثّمن. خبّريني (وأنا أثق أنك غير مُقتنعة في داخلك بصحّة ولا سلامة هذا العرض أمام نفسك والله والنّاس!)، إن بدأتي هذا المشوار الجديد من السّقوط فإلى متى سيستمرّ وإلامَ سينتهي؟!!. إنّ ما نخجل أن نعمله أمام النّاس وفي النّور لا يُمكن بأيّ حال أن يكون صحيحاً، وأعتذر لصراحتي، وماذا لو حدث حمل؟ وماذا لو اكتشف النّاس أو الزّوج هذه العلاقة وهو أمر قابل جدّاً للحدوث!. وفوق هذا كلّه هل تعتقدين أنّ الله سيكون راضياً عن مثل هذه العلاقة؟ أم أنّ الله صار خارج حياتنا وحساباتنا من أوّل المشوار وسيظلُّ هكذا حتّى آخره؟

أختي العزيزة، قد يكون قد أغضبك ما فات من ردّي عليكِ وإن كنت لا أتمنّى ذلك لأنّني أكلّمك فعلاً بقلب مُخلص وكأخت، لكنّني أخشى أنّ الجزء الأخير من ردّي عليكِ قد يُغضبك أكثر! لكنّني مُضطر أن أقوله إذ لا سبيل آخر أمامي. ماذا بخصوص حاجتك للغريزة الجنسيّة وهي حقّ طبيعي لكِ؟ ليست لديّ إجابة إلّا الالتصاق بالله! قد يبدو كلامي لك غير لائق ولا مقبول، لكنّ الحقيقة هي أنّ أيّ انحراف آخر هو الذي لا يُمكن بأيّ حال أن يكون مقبولاً!!. فرضاً أنّه كان لكِ زوجاً رائعاً لكنّه لا قدّر الله توفّى ولم يتقدّم لكِ أحد فماذا كنتِ ستفعلين؟ أو أنّك لم ترتبطي أصلاً مثل الكثيرات اللواتي يَعِشنَ بلا زواج، هل تُراهُنّ جميعهُنّ انحرفنَ بسبب عدم إشباعهنّ لغرائزهنّ؟! بالطّبع لا! ولا يُمكن أن يكون ذلك مُبرّراً لهُنّ للانحراف.

أنا أعلم أنّ كلامي صعب، لكن ليس لديّ ما أقوله لك بإخلاص مادُمتي قد لجأتي لي طلباً للمشورة. إنّ أفضل شيء أن يرتقي الإنسان ويترفّع فوق غريزته ما دامت ليست لديه الفرصة لإشباعها بطريقة صحيحة. وهذا هو ما يفرّق الإنسان ويسمو به فوق بقيّة الكائنات التي خلقها الله وتسعى فقط لإشباع رغائبها وغرائزها. لقد أعطى الله الإنسان العقل والقُدرة على السّيطرة على حاجاته مهما كانت قُوّة ضغطها عليه. فالصّواب والخطأ هو المقياس الحقيقيّ الذي ينبغي أن يحكم تصرُّفات الإنسان. وأنا أعرف الكثيرات اللاتي مررنَ بمثل ظروفك، فحفظنَ أنفسهنّ عفيفات باللجوء لله والتمسُّك به. اقتربي لله واطلبي حمايته ومعونته وصلّي أيضاً لأجل زوجك وابحثى عمّن يُمكنه أن يتحدّث معه كقريب أو صديق موثوق به أو رَجُل دِين، وليفتح الله قلبه ليستجيب. أمّا خلاف ذلك فأرجوكي تجنّبي الخطأ مهما كانت مُعاناتك. سأصلّي لأجلك وأرحّب بأيّة مشاركة أخرى منك.
والرّبّ معك

 

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads