Share

الحقيقة في قفص الاتّهام - 4

بحثتُ فوجدتُ ما كنت أبحث عنه

إنّي أعلم شيئاً واحداً: أنّي كنت أعمى والآن أُبصر. قصّتي هي قصّة إنسان خلّصه يسوع روحيّاً وبدنيّاً بعد ثمانٍ وعشرين سنة مع الشّلل.

كبرت في عائلة تتكوّن من سبعة أفراد متديّنة ومتفتّحة. وبالرّغم من أنّي كنت أعاني من شلل مزمن إلّا أنّي كنت الوحيد في العائلة الذي استطاع أن يكمل دراسته العليا.

في حياتي وأنا أعاني، كنت محتاجاً إلى إله يسمعني، أتكلّم معه في كلّ شيء في بالي وعقلي، لهذا حاولت أن أتقرّب إليه من خلال ممارسة الطّقوس حيث كنت أنهض كلّ صباح لممارسة الصّلاة. أصوم أقرأ الكتاب الكريم.

حاولت كلّ ما في وسعي أن أمشي في الطّريق السّليم لكن دائماً كانت نفسي عطشانة لسلام حقيقي، ولخلاص يصبّرني.

ديانتي تقول لي إنّي مولود على الفطرة وإنّي بعدها مسؤول عن أخطائي ولا أحد يستطيع أن يتحمّل أخطاء الآخر وإنّه يوجد ميزان، فإنْ كان ميزاني ثقيل فأنا محظوظ وإنْ خفّ فأنا إنسان هالك.

سؤال لا يتركني أبداً هل أنا إنسان محظوظ أو إنسان هالك؟ وجدت كلّ ما أقوم به أنّه في ميزان الممكن.Scales

لأنّ الكتاب الكريم يقول لي إذا تبتُ وآمنتُ وعملتُ الصّلاح فمن الممكن أن أكون من الفائزين.

شخصيّة لفتت انتباهي وأحببتها في ديانتي وهو سيّدنا عيسى وكان لي حافز وموضوع بحث لاستكشافه بكلّ بساطة، لأنّه هو كلمة الله، روح الله ،النّفس الوحيدة الزّكيّة، الوجيه، النّور، الخبر السّار، السّلام، المُقام من بين الأموات، القريب من الله ...

كانت نفسي مليئة بالأسئلة، منها: ماذا يبقى لو حذفت من الكتاب الكريم صفات هذا الشّخص، هل يبقى فيه خبر سار؟ هل فيه نفس طاهرة؟ لماذا هو بالذّات المذكور عنه إنّه سيقوم وسيحاسبنا على كلّ شيء في الآخرة؟

في ديانتي آية تقول لي إنْ كنتَ في شكّ إسأل أهل الكتاب يعني أولاد المسيح.

وكان سَفَري لفرنسا فرصة وسبب لإيجاد إجابات كثيرة كانت في روحي ونفسي وهذا من خلال التّقرّب من المسيحيّين ومعرفة ما يؤمنون به. وجدت إجابة لحقيقة أمري وهي في رسالة يوحنّا الأولى الإصحاح الأوّل، العدد من ثمانية إلى عشرة:

إن كنّا ندعي أنّ لا خطيئة لنا نخدع أنفسنا ولا يكون الحقّ في داخلنا ولكن إنْ اعترفنا لله بخطايانا فهو جدير بالثّقة وعادل يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كلّ إثم فإنْ كنّا ندّعي أنّنا لم نرتكب خطيئة نجعل الله كاذباً ولا تكون كلمته في داخلنا.

بعدها قبلت دعوة أعطاها لي سيّدي عيسى المسيح. في كتاب الرّؤيا الإصحاح الثّالث والعدد عشرون:

ها أنا واقف خارج الباب أقرعه إنْ سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه فأتعشّى معه وهو معي.

فتحتُ قلبي للمسيح فوجدت السّلام الذي كنت أتمنّاه في حياتي وبعدها عرفت أنّ موت المسيح على الصّليب كان بداية حياتي وأنّه أُقيم لكي يضمن لي الحياة الأبديّة.

شيء آخر فرّح قلبي ونفسي ورجليّ كذلك، أنّه وبصلاة بسيطة طلبتُ من المسيح أن يساعدني في معاناتي الصّحيّة وفعلاً اليوم أمشي على رجليّ، لقد شفاني اليوم كما كان يشفي بالأمس، نعم صدقتَ يا مخلّصي وصدقَ ما كُتب عنك في كتابك:

يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبــد.
آميــــــــــــــن

 


 

الخطوة السّابقة الخطوة التّالية