والآن بعد أن تأكّد أنّ عليه قتل أبيه، فهو يبحث عن الطّريقة التي سيقتله بها.
أرسلَ لنا عبر موقع معرفة ليخبرنا بأنّه اكتشف أنّ والده ترك الإسلام وأصبح مسيحيّاً ..
ذهب للشّيوخ يسألهم، ماذا أفعل؟ كيف أردّ والدي عن كفره؟ والجميع أجابه بأن يحاول معه وإن لم يتب، يقتله.
قتل أحد المنتمين لداعش أبيه، من وقت ليس ببعيد.
وقتل داعشي آخر أُمّه، وكان سبب قتله لها أنّها طلبت منه ترك التّنظيم بسبب خوفها عليه.
بعد حوارنا مع الشّاب الذي ينوي قتل أبيه، وجدنا أنّ إنسانيّته تمنعه عن ذلك، بل بدأ يرفض هذا المعتقد الذي يُحرّضه على قتل أحبّ النّاس إلى قلبه ..
أَكرِمهم بدلاً من أن تقتلهم
"أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ". إنجيل متّى 19: 19
لم يوصِنا الله أن نكرمهم إذا اتّفقوا وتوافقوا معنا في كلّ شيء ..
ولم يوصِنا أن نكرمهم إذا كانوا جيّدين وصالحين ..
ولكنّه أوصانا أن نكرمهم بدون (إذا) أي بدون شرط، وأيضاً أن نحبّهم كمحبّتنا لأنفسنا ..
يا أبي
هل شعرت يوماً بأنّك مجروح أو تريد الانتقام من أبيك لأيّ سبب؟
هل تركك أباك أو كان قاسياً عليك، ولذلك تفتقد للمعنى الحقيقي للأُبوّة والسَّنَد؟
هل تحتاج لمن تلجأ إليه ويسندك بدون مقابل أو شرط، فقط لأنّه يحبّك؟
قد يكون تصوّرك عن الله بأنّه بعيد جدّاً عنك، وكلّ علاقتك به هي أن تؤدّي فروضه وإلّا تعرّضت للعذاب والنّار .. إلخ
هل تعلم بأنّ الله بحسب الإيمان المسيحي جَعَلنا أبناءً له؟
يمكنك أن تقول له (أبي السماوي)، فهو أفضل وأعظم أب ..
لدرجة أنّ هناك الكثيرين يكرهونه، ويتحدّثون عنه بالسّوء، ويتصوّرون أنّ الإيمان به كفر، بل ويقتلون أتباعه ..
ومن 2000 سنة، حينما اتّخذ الله جسداً مثلنا ليفدينا ويخلّصنا ويحرّرنا من الشّيطان والنّار الأبديّة، وقد قتل هؤلاء الأبناء أبوهم السّماوي..
فللشّيطان تاريخ طويل من تحريض الأحبّاء ضدّ بعضهم البعض ..
ولكن لأنّه أب فهو ينتظر عودة الابن الضّالّ ..
محبّته ثابتة لا تتغيّر ..
وأُذنه تصغي لهمسات القلب المحتاج له ..
قُلْ هذه الكلمات
يا أبي السّماوي
أنا هو الابن الضّالّ
لأنّي ابتعدت عنك جدّاً
وعبدت إلهاً باطلاً
إلهاً ليس لديه رحمة أو محبّة
إلهاً قاسياً لدرجة أنّه يأمرني بقتل أقرب النّاس لي
لذا أحتاج أن تفتح عينيّ عليك
أحتاج أن تنير ذهني
أن تلمس قلبي بمحبّتك
أن تغيّرني
أنت أبي وقريب منّي
آمين