سقط حصانه في الحفرة، فأسرع جيرانه إليه ليساعدوه في إخراجه. كان الحصان متعاوناً وحاول بكل قوته الخروج من الحفرة حتى أنه ألقى عن كاهله كل الحمولة التي كان يحملها.
كل المحاولات فشلت وتعالت الأصوات بأنه لا رجاء لإخراج الحصان، وعلينا دفنه حتى لا يموت هكذا وينتن وتفوح رائحته في أرجاء القرية.
سمع الحصان كل ذلك وهاج وأخذ يجري في كل أرجاء الحفرة، وكانت الأصوات والضوضاء عالية جداً، فلم يستطع أن يتمالك نفسه.
وبدأ الناس في إلقاء التراب عليه ليدفنوه حيّاً، وظلَّ هو هائجاً متعصّباً حتى أُجهِدَ تماماً وارتمى أرضاً ..
تكوّمَ التراب عليه وهو مستسلم، وفي لحظة قرر أن يقف ويضع أقدامه فوق التراب ..
في كل مرة يتكوّم التراب عند أقدامه كان يصعد عليه حتى ارتفع التراب جداً واستطاع الخروج من الحفرة .. وانتصر.
الجانب الآخر للضغوط، وحبة الحنطة
ننضغط لأسباب متعددة:
(الحالة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها بلادنا، مشاكل العمل، المشاكل الأسرية والعائلية، المشاكل العاطفية، العلاقات مع الأصدقاء والناس من حولنا، تربية واحتياجات الأبناء، الاضطهاد والشعور بالخطر ..).
وكل منّا له ضغوطه ..
ولكننا نكتشف الجانب الآخر للضغوط في هذه الكلمات الرائعة التي قالها السيد المسيح، "إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ".
حين تُدفَن حبة الحنطة في باطن الأرض، تتعرض لضغوط الأرض وقسوتها فتموت القشرة الخارجية للحبة، ثم تخرج الحياة من داخلها.
إنها طبيعة الحياة، فإن لم تتألم الأم آلام المخاض لا تخرج الحياة من رحمها، وإن لم ننضغط فإن الحياة والتغيير للأفضل لن يخرجا من داخلنا.
إن لم ننضغط فسنظل سطحيين وجافين وغير مؤثرين.
معرفة الإله الحقيقي خلف الضغوط
لم أقل أن الله هو سبب الضغوط، ولكن قد يسمح بها لك لكي تعرفه معرفة حقيقية، لكي تقترب منه فتخلص، لكي تصرخ إليه من كل قلبك وتقول: "أحتاجك .. ليس فيَّ قوة .. أنا ضعيف .."
وتأكد أنه سيسرع لينقذك ويخلصك لأنه ينتظرك.
عزيزي / عزيزتي، حينما تأتيك الضغوط فاعلم أنها فرصتك لمعرفة الله ونفسك معرفة أعمق، فرصة لإخراج القوة والحياة من داخلك، ولكن ذلك يحتاج بداية لأن تكتشف نفسك: هل تعاني من الضغوط؟؟
ولتعرف كيف تتعامل مع التوتر والضغوطات أدعوك لأن تشاهد الفيديو التالي: