search
burger-bars
Share

القبر الفارغالقيامة، حقيقة دامغة أم أُكذوبة واهية؟!

لا يُمكن لإنسان عاقل

 أن يدّعي البطولة، عبر طريق مؤلم مُثخَن بالجراح والشّقاء والدِّماء!.
ولا لديانة تُريد أن تجتذب الأتباع وتُبشّرهم بالطّريق الضيّق وبالآلام وبالعذابات!.
ولا يقبل أيّ منطق عادي، أنّ إلهاً حيّاً ويُحيي، يفدي النّاس بأن يُرسل ابنه ليموت موت الذُّلّ والعار لأجلهم!!.
لكنّ المسيحيّة، قدّمت كلّ هذا، بل وما هو أكثر!!!.
 تعال معي لنعرف القصّة كلّها ......

• بداية عجيبة ومُذهلة، اتّفق عليها الجميع ولم يُنكرها أحد!!
لقد كانت قصّة ميلاد يسوع المسيح من أوّلها لآخرها قصّة غير عاديّة، ولم يكن يسوع مُجرّد نبي أرسله الله لهداية البشر، وإلاّ فإنّ السّؤال المنطقي يطرح نفسه بقُوّة هُنا، إن كان يسوع المسيح ابن مريم هو بشرٌ تماماً مثلنا، فلماذا اختار الله هذه الطّريقة الغريبة لميلاده، الطّريقة التي لم يسبقه إليها ولا تبعها بعده أيّ من أنبياء الله؟! ألا يُعلِن ذلك بطريقة جليّة وواضحة أنّ يسوع لم يكُن مُجرّد نبيٍّ لله، بل كان هو الكلمة، وهو الله نفسه؟! بل والأكثر من ذلك، إن كان يسوع أيضاً هو مُجرّد نبي، فلماذا اختاره الله هو وحده فقط دون سواه ليَدين العالم في اليوم الأخير مثلما تتّفق الكتب الدّينيّة في وحدة تامّة حول هذا الأمر؟ مكتوب في سِفر أعمال الرسل 17: 31. ألا يُعتبر ذلك شهادة قويّة أيضاً ودليلاً دامغاً على أنّ يسوع هو الله نفسه؟!.


 حياة قصيرة ومُمتلئة لم يعِشها أحد سواه!
أتى يسوع إلى دُنيانا وعاش حياة قصيرة هنا على الأرض، لكنّ حياة الإنسان أبداً لا تُقاسُ بعدد الأيّام، بل بنوعيّتها وتأثيرها وكمّ الإنجاز الذي يتمّ فيها. قضى يسوع مُدّة أيّامه كلّها دون أيّ سواه، يشفي المرضى ويُقيم الموتى ويُعلّم الجموع تعاليم روحيّة سامية عن الحبّ والسّلام والإخاء والعلاقة الرّوحيّة السّليمة مع الله، يقول الوحي المُقدّس في إنجيل متّى 9: 35، ويعوزنا الوقت للحديث عن كلّ ما عمله يسوع وعلّم به (يُمكنك الرّجوع لأناجيل الكتاب المُقدّس التي تذخر بالكثير من وعن حياة الرّبّ يسوع ومُعجزاته).


• خطّة فداء إلهيّة قديمة الأيّام، عبر كلّ التّاريخ
يُحدّثنا العهد القديم من كلمة الله الحيّة عن تلك الشّريعة التي وضعها الله في القديم للتّكفير عن خطايا البشر. إنّها الذّبيحة الدّمويّة. وقد كان الله بنفسه هو الذي قدّم أوّل ذبيحة حيوانيّة دمويّة في التّاريخ، كان ذلك اليوم الذي ذبح فيه بنَفْسه ذبيحة ليصنع بجلدها أقمصة من جلد (تكوين 3: 21) ليَستُر بها عُري آدم وحوّاء يوم أخطآ وكسرا وصيّته بالأكل من الشّجرة المُحرّمة بعد أن أغوتهما الحيّة القديمة ـ إبليس ـ في العهد القديم. ومن يومها صار المشوار كلّه إنّما هو رمز للذّبيح يسوع الذي سيُقدّمه الله نفسه، بيَدِ اليهود، كذبيحة كفّاريّة عن خطايا بَني البشر أجمعين (رسالة كورنثوس الثانية 5: 21).
كان يُشتَرط في الذّبيحة أن تكون صحيحة، سليمة، بلا عيب، لم تحمل نيراً قبلاً أبداً، وهكذا وأكثر كان يسوع ذبيحنا العظيم، بلا خطيّة، كاملاً وقُدُّوساً ورائعاً، إذ هو الله نَفْسه. وكان يسوع هو الوحيد المُؤهّل أن يقوم بدور الفداء، لأنّ له طبيعة البشر مثلنا، وهو يشعر بنا ويعرف ألَمَنا لكنّه في الوقت ذاته لم يُخطيء مثلنا (عبرانيين 2: 18 وعبرانيين 4: 15). كما أنّه ابن الله الحيّ (وابن الله هنا لا تعني أنّه ابنه بالولادة، فحاشا لله أن يكون هكذا! إنّما هي تعني أنّه من عند الله أتى وهو له  طبيعة الله نفسها إذ أنّه الله نَفْسه).


• هدف واحد وواضح، حتّى ولو تخلّى الكلّ، موت عار شهد به الأعداء قبل الأصدقاء
نعم لقد مات يسوع ودُفن وما زال قبره موجوداً (وإن كان فارغاً!) في أورشليم بفلسطين، ولو لم تكُن القصّة حقيقيّة ما كان مُمكناً للتّاريخ أن يشهد عن صحّتها حتّى يومنا هذا. لقد كان حُكم الموت هو خطّة الله لفدائنا، تماماً كما كانت الذّبيحة لا بدّ أن تموت ويُسفك دمها، كما هو مذكور في عبرانيي 2: 9. إنّ أيّ نبيّ أو ربّ عبادة، من المنطقي أن يسعى أتباعه ومُريديه لينفوا عنه أيّ تُهمة بالتّقصير أو الضّعف أو الخِزي أو العار، فمن المنطقي أنّهم يريدونه بطلاً عظيماً مغواراً وأسداً قويّاً يهزم الأعداء. ونعم نحن المسيحيّون نُقرُّ ونعترف ونفخر أنّ سيّدنا كان وما يزال بطلاً يهزم الأعداء، لكنّنا مع ذلك لا نُنكر أنّ يسوع كان بطلاً ليس بمفاهيمنا أو بمقاييسنا نحن عن البطولة والنّصر، ويُعدُّ هذا أمراً طبيعيّاً لأنّ يسوع ليس مثلنا! لقد اجتاز عتبة الموت ليقهر الموت (رسالة كورنثوس الأولى 15: 55 ورسالة تيموثاوس الثانية 1: 10)، ودفع ثمن الخطيّة ليُطلقنا أحراراً مجّاناً. وعُلِّق على خشبة العار ليحمل إثم خطايانا فنصيرَ نحن أحراراً وأبراراً بعمله هو على الصّليب لأجلنا. كان هذا هو الهدف الأسمى الذي لأجله جاء يسوع ولم يسمح لبشر أو لقُوى شيطانيّة أو لأيّ مهما كان، أن يُزحزحه عن رؤيته أو هدفه لفداء الجنس البشري، فلقد كانت هذه هي خطّة الله منذ الأزل وكان لا بدّ لها أن تتمّ.


• قيامة رائعة لا ولم ولن يأتي الزّمان بمثلها
وهنا تكتمل فصول الرّواية الرّائعة، فلم يكُنْ تميُّّز يسوع في ولادته فحسب، ولا في خدمته وموته فقط، بل أقول إنّ كلّ هذا لو لم تستتبعه القيامة، ما كان له أن يدلّ على أنّ المسيح هو الله بحقّ.
إنّ القيامة هي قمّة الحياة المسيحيّة وجوهرها وغايتها وهدفها. وهي أعظم وأقوى دليل على أنّ يسوع هو الله بحق. إنّ كلّ الأنبياء رقدوا وقبورهم موجودة لدينا، إلّا يسوع مات وقام دون أيّ شخص آخر سواه!.
إنّ في قيامة يسوع من الأموات نُصرة ما بعدها نُصرة، وفوزاً ما بعده فوز. إنّ المسيحيّة دون قبر فارغ ليس لها لزوم، لكنّنا نُؤمن بالقبر الفارغ، وبالمسيح مُهاناً ومصلوباً ومذلولاً لأجلنا، لكنّه أخيراً مُقاماً مُمجّداً كما يقول الرّسول بولس في رسالة كورنثوس الأولى 15: 12 - 20. ( نُشجّعك أن تقرأ الأصحاح كلّه لأن موضوعه القيامة).


• أبديّة سعيدة، ختام القصّة الإلهيّة العجيبة
لقد مات يسوع وقام كي يُعطي الفُرصة لكلّ إنسان أن يكون بمقدوره أن يستعيد العلاقة الحيّة مع الله. لقد أصلح يسوع بصليبه ما قد أفسدناه نحن بخطيّتنا، وأعادنا لحضن الله، كي يُمتّعنا فيه بالحياة الرّائعة والفُضلى، وبعدها، الحياة الأبديّة التي هي نصيب وإرث لكلّ مُحبّي الله وطالِبي وجهه، هناك، مع الله في السّماء، حين يمضي المؤمنون أخيراً ليكونوا معه كلّ حين في السّماء، وهذا هو الرّجاء المُبارَك الذي أعطاه لنا الله بصلب المسيح وموته وقيامته. ولنرى معاً جُزءاً من هذه الرّؤية السّماويّة المُباركة التي سجّلها لنا الوحي المُقدّس في سفر رؤيا يوحنّا 21: 1 - 4.

لو لم يقُم المسيح لكان كلُّ تلاميذه قد ماتوا هباءً! هل يُمكنك تصديق أنّ تلاميذ المسيح بذلوا حياتهم كلّها ثمّ ماتوا لأجل كذبة أطلقوها هُم أنفسهم بأنّ المسيح قد قام؟! هل يُعقل أن يحدث أمرٌ كهذا؟ وإن كان المسيح مازال ميّتاً ولم يقُم من الأموات، أين إذاً جُثمانه أو رفاته؟! لا يا صديقي، بل قد قام المسيح حقّاً والأدلّة كثيرة ودامغة على صحّة قيامته. والآن، ماذا بعد؟ وماذا بخصوصك أنت؟.
إنّ بحث القيامة هذا إنّما يدعوك لأن تُفكّر جدّيّاً في أمر حياتك وفي مصيرك الأبديّ. إنّ الله لا يُريد أحداً للهلاك بل للنّجاة والفداء. لقد مات يسوع كي يمنحك فداءه وحُبّه ورحمته. مات فدفع بذلك ثمن إطلاقك حُرّاً من عُبوديّة الخطيّة ودينونتها. مات ليفتديك، فتعال إليه واثقاً في محبّته، طالباً صفحه وغفرانه، واحتفل معنا لا بقيامة يسوع من الأموات فقط، بل بقيامتك أيضاً من قبر الخطايا والهلاك الأبديّ الذي ينتظر كلّ الخُطاة، كي تحيا أميناً لله بقيّة أيّام عُمرك، فتتمتّع معه بالأفضل، ثم تذهب أخيراً لتكون معه في السّماء. آمين.

إذا كان لديك عزيزي القارىء أيّة مشكلة تحبّ أن تشاركنا بها، وتحبّ أن نصلّي لأجلك .. (اتّصل بنا)

 

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads

تحميل تطبيق "الإيمان والحياة"

Android
iPhone