search
burger-bars
Share

img title="آلام الظَّهر" src="imag" alt="آلام" width="120" h" align="right"" hspace="4" vs" /></a>آلام ال"َّهر من أكثر الآلام شيوعاً، حيث يعاني منها معظم النّاس. ويتعرّض معظم النّاس للشّعور بآلام الظَّهر في

مرحلة من حياتهم، لكن سرعان ما تنتهي هذه الآلام دون الحاجة إلى استخدام عقاقير معقّدة. ومن غير الطّبيعي أن تتزامن آلام الظَّهر لفترة طويلة مع النّشاطات اليوميّة. ومن غير الطّبيعي أيضاً أن تستمرّ آلام الظَّهر لأكثر من أسبوع أو أسبوعين، ونادراً جداً أن تكون هناك ضرورة لعمل جراحة لإزالة هذه الآلام. ويمكن أن تعاود الأعراض ولكن، من غير الطّبيعي أن تؤدّي هذه الأعراض إلى الإعاقة.
العمود الفقري:
وهو شبيه بعمود الطّوب، ترتبط فقراته ببعضها البعض بواسطة الطّبقات البيفقارية وربطات قويّة. مادّة هذه الطّبقات مرنة بطريقة كافية بحيث تسمح بالحركة، والمفاصل السّطحيّة الموجودة على ظهر العمود الفقري تساعد في السّيطرة على هذه الحركة. إنّ توازن جسد الإنسان يعتمد على فقرات العمود الفقري، ولكن الجهد الأكبر يقع على منطقة أسفل الظَّهر. حركة الجسم غير المتوازنة "المفاجئة"، أو الحركة الخاطئة تُعرِّض الظَّهر إلى عدّة عوامل سلبيّة مثل، شدّ العضلات وتمزُّق الأربطة والضّغط على المفاصل وبالتّالي تؤدّي إلى آلام ظهر مُبرِّحة. ومن أسباب آلام الظَّهر الأُخرى التهاب المفاصل والعيوب الخَلقيّة، والجلوس غير الصّحيح (الجلوس أمام الكومبيوتر لفترة طويلة)، والسُّمنة المُفرِطة وتآكل العظام. كما أنّ العضلات المشدودة "الضّغط العصبي" قد تؤدّي أيضاً إلى حدوث آلام الظَّهر.
أسباب آلام أسفل الظَّهر:
هناك نوعان من الأسباب وراء حدوث الألم في أسفل الظَّهر، منها ما هو مرتبط بأسلوب الحياة مثل الوقوف أو الجلوس بطريقة خاطئة، وقِلَّة التّمارين الرّياضيّة والضّغوط الحياتيّة الزّائدة. ومنها ما تُسبِّبه الإصابات أو الأمراض العُضويّة (الجسديّة). وهنا نحدّد أسباب آلام أسفل الظَّهر:
1- الإجهاد: وسببه الأرَق خلال اللّيل بسبّب التّفكير في مشاكل العمل والهموم الماديّة والدّنيويّة. فالضّغوط الحياتيّة والقلق وما ينتج عنهما من الشّعور بالتّعب يمكن أن يضرّ بالجهاز العصبي ويسبّب التّشنّجات في عضلات أسفل الظَّهر، وأفضل علاج لهذا النّوع من الألم هو استعمال طُرُق الاسترخاء.
2- قِلَّة التّمارين الرّياضيّة: من الأفضل القيام بالتّمارين الرّياضيّة بدل الاضطرار إلى التّوقُّف بسبب آلام الظَّهر. إنّ العضلات الضّعيفة والمُترَهِّلة لا تسند العمود الفقري، ويمكن أن تتسبّب في حدوث تقوُّس مؤلِم أسفل الظَّهر. كما أنّ وجود بطن كبيرة (كرش) يزيد من شدّة الإجهاد على أسفل الظَّهر والعضلات المُسانِدة.
3- الوقوف بطريقة خاطئة: إنّ الوقوف بطريقة مُترَهِّلة يغيِّر الشّكل الطّبيعي لتقوُّسات العمود الفقري ويجعلها في وضع غير مألوف، فيُعرِّض السِّلسة الفقريّة للإصابة ممّا يزيد من الإجهاد والضّغط على أسفل الظَّهر.
4- التهاب مفاصل العظام (الخشونة): هو جزء من عمليّة تقدُّم السِّنّ. ونظراً للتّآكل الذي يحدث في غضاريف الظَّهر، تضيق المسافة بين فقرات الظَّهر ويحدث احتكاك مباشر بين الفقرات، ممّا يؤدّي إلى تكوين نتوءات (تكوُّن عظام جديدة) وحدوث الألم. إنّ الوقوف والجلوس بطريقة صحيحة والعناية بالظَّهر والرّياضة ممكن أن يُخفّفوا من مشاكل الخشونة وألمها.
5- مشاكل الغضاريف: تقدُّم السِّنّ يؤدّي إلى جفاف وانحلال الغضاريف. ولكن الوقوف والجلوس بطريقة خاطئة يمكن أن يعجِّلا من ظهور المشكلة، ممّا يؤدّي إلى فقدان المسافات الطّبيعيّة والضّغط على الأعصاب وفقدانها لقدرتها على امتصاص الصَّدمات، وينتج عن ذلك الألم وتيبُّس الظَّهر، ويمكن الإحساس بوخز أو خَدَر في القدم نظراً للضّغط على الأعصاب.
6- الْتِواء المفاصل وشدّ العضلات: إنّ الدّوران أو الانحناء أو رفع الأشياء الثّقيلة بطريقة خاطئة، يمكن أن يُحدِث التواء في المفاصل وشدّ أربطة العضلات وحدوث آلام الظَّهر. لو حدث التواء مفاجئ أثناء التّمارين الرّياضيّة أو التّحرُّك بأسلوب مُتخبِّط له التّأثير نَفْسه.
 الأعراض:
كما رأَينا سابقاً فقد يكون هناك سبباً واضحاً لألم الظَّهر، مثل رفع أشياء ثقيلة الوزن أو الإلتواء المفاجئ، وقد يتطوّر هذا الألم خلال أيّام أو أسابيع. وعادةً يتمّ الإحساس بالألم في جزء صغير من الظَّهر، إمّا في الوسط أو في جانب واحد. والشّعور بالألم ربّما ينتشر وينتقل إلى الأرداف والفخذ أو الجزء الأعلى من الرِّجل، ويُعرَف هذا النّوع بالألم "المُتحوِّل". وتكون هذه الأعراض مؤلمة عند الوقوف لفترات زمنيّة طويلة، أو الجلوس في أوضاع غير سليمة أو النّوم على أَسِرَّة رديئة. والألم الذي ينتقل إلى الأَرجُل يُسمّى "عِرْق النِّسا" أو العصب الوركي، ويمكن حدوث هذا الألم نتيجة للألم المُتحوِّل أو الضّغط الموضعي في أحد أعصاب الظَّهر. كما يمكن حدوث هذا الألم عندما يكون هناك ضرر طفيف في الطَّبقات البيفقاريّة أو المفاصل السّطحيّة. بالإضافة إلى أنّ الكدمات الموضعيّة ربّما تضغط على العصب وتسبِّب الألم الذي يظهر للمريض كأنّه صادر عن الرِّجل، كما أنّ السُّعال والعَطس والانحناء قد يؤدّوا إلى زيادة هذا الألم.
نصائح للتّخلُّص من هذه الآلام:
 وضع المُختصّون عدّة نصائح للتّخلُّص من هذه الآلام:
1- التّخلُّص من الوزن الزّائد للجسم. عن طريق ممارسة الرّياضة والتّخفيف من الوجبات الغذائيّة التي تحتوي على السُّكّر (الكربوهيدرات والدّهون).
2- عدم الجلوس لفترات طويلة أمام الكومبيوتر، وإذا كان الأمر ضروريّاً على الإنسان القيام بعمل بعض الحركات كُلّ نصف ساعة.
3- تجنُّب الجلوس غير الصّحّي والذي فيه انحناء للظَّهر، ومحاولة الجلوس بشكل مستقيم.
4- استخدام الوسائد الخاصّة أثناء القراءة ووضعها تحت الأذرُع، بهدف التّقليل من الضّغط على أسفل الظَّهر.
5- المشي المنتظم لمدّة 15 إلى 20 دقيقة يوميّاً، من أجل تحسين الدّورة الدّمويّة لأنسجة الظَّهر وتغذية الغضاريف وزيادة التّحمُّل الجسمي.
6- استخدام المشدّ الخاصّ "رباط الظَّهر" عند بذل أيّ جهد شديد.
7- اللّجوء إلى الرّاحة عند الشّعور بأيّ ألم أو تعب في الظَّهر وعدم الضّغط على الجسم.

أمّا الوقاية فتتطلَّب:
• المحافظة على قَوام سليم وتجنُّب الأوضاع الخاطئة.
• المُداومة على ممارسة الرّياضة وخاصة تمارين تقوية الظَّهر.
• وبالنّسبة للمرأة الحامل عليها وضع وسادة أسفل الظَّهر إذا جلست لفترة طويلة، كما عليها أن تتجنَّب الوقوف لمدّة تزيد عن ثلاثين دقيقة. وتتجنَّب أيضاً الجلوس فترة طويلة ومتَّصِلة، كما حَمل الأشياء الثّقيلة. وعليها اتِّباع الإرشادات الصّحيّة عند الاستلقاء على الفراش أو مغادرته. وتُنصح أيضاً باختيار حذاء مريح وتجنُّب الأحذية ذات الكعب العالي. ووضع وسادة رقيقة بين السَّاقَين وتحت البطن عند الاستلقاء الجانبي، ولا ننسى اختيار السّرير المناسب الذي ليس من الضّروري أن يكون غالي الثَّمَن.

د. سالي عبد المسيح 

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads