search
Share

الله عزّ وجلّ، قدّس الزّواج، رَجُل واحد لامرأة واحدة، يُثمرون بَنيناً وبناتاً عطيّة من عند الله العزيز الكريم.

الزّواج السّليم لا يقوم إلا باتّحاد رَجُل واحد وامرأة واحدة برباطه المقدّس، فمهما تعدّدت الأسباب فلا يحقّ للرَّجُل أن يتّخذ أكثر من زوجةٍ واحدةٍ في وقتٍ واحد، لأنّ ذلك يمسّ بأذيّة أحد أركانه (الزّوجة) بكرامتها ومكانتها. فلن ترضَ، بشكل عام، أيّة امرأة من أيّ دين كان، أن يتزوّج عليها رَجُلها إلّا مُكرهةً، حتّى لو سمح له شرعه بذلك، إذاً غاية الزّواج تأسيس بيت عائلي ثابت متين أركانه زوج واحد وزوجة واحدة. 

مشيئة الله، زوجة واحدة لزوج واحد

الزّواج في العهد القديم

منذ البدء خلق الله الرَّجُل وخلق له مُعيناً نظيره امرأة ً(واحدةً)، وأَمَرَهما أن يتكاثرا ويملآ الأرض، فمن البدء كان رَجُل واحد لامرأة واحدة، وهكذا كان الرَّجُل يتّخذ له زوجة واحدة، واستمرّ بعد أن أعطى الله "الشّريعة" لموسى، ولا نجد في الكتاب المقدّس نصّاً فيه يأمر الله الإنسان أن يتّخذ أكثر من زوجة في الوقت نفسه، وما اقتناء رجال في العهد القديم، ومن بينهم رجال وأنبياء الله، أكثر من زوجة  إلاّ قراراً أو اختياراً شخصيّاً لغاية شخصيّة، لذا من الأهميّة أن نفصل بين وصيّة الله وتشريعه وبين أفعال رجال بناءً على حريّتهم الشّخصيّة وقرارهم الذّاتي، كما تجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من حالات تعدُّد الزّوجات المذكورة في العهد القديم من الكتاب المقدّس وبقراءة متأنّية لها، نرى أنّ جميعها أدّت إلى مشاكل وإلى الوقوع في الخطيئة، كما حدث مع إبراهيم (سِفر التكوين 21: 9 - 11 و14)، ومع جدعون (سٍفر القضاة 8: 29 و9: 57)، ومع داود (سِفر صموئيل الثاني 11: 2 - 5)، ومع سليمان (سفر ملوك الأول 11: 1 - 8). إنّ تعدُّد الزّوجات هو سبب لزرع الخلافات والغيرة والمخاصمات العائليّة، كما حدث مع ألقانة الذي كانت له زوجتان تعادي كلّ منهما الأُخرى (سِفر صموئيل الأول 1: 6). إنّ سكوت الله عن عدم تحريم تعدُّد الزّوجات أو تحليله له بشكل صريح، قد يكون سببه هو ترك الإنسان إلى حريّته ليختبر بنفسه أنّ تعدُّد الزّوجات ليس مقبولاً ولا منطقيّاً ولا خير منه بشكل عام، إلّا إرضاء نزوات الرّجال ورغباتهم.

الزّواج في العهد الجديد

وإذا انتقلنا إلى العهد الجديد، فقد عاد وأكّد الرّبّ يسوع على قدسيّة الزّواج أي رَجُل واحد من امرأة واحدة، حيث يصبحان جسداً واحداً. قال السّيّد المسيح في إنجيل متّى 19: 5 - 6. كان المسيح واضحاً في كلامه، فأشار إلى امرأة واحدة لرَجُل واحد، ولم يقُل يلتصق الرّجُل (أي الزّوج) بنسائه أو بزوجاته. أيضاً، نقرأ في رسالة رومية 7: 2. على ضوء هذه الكلمات نعلم بأنّه لا يحقّ للرَّجُل أن يتزوّج بأكثر من امرأة في آن معاً.

زواج واحد بيت واحد

البيت الزّوجي السّليم، هو بيت فيه رَجُل واحد لزوجة واحدة، فذلك أساس من أساسات البيت السّعيد البعيد عن المشاكل الزّوجيّة والاجتماعيّة والتّربويّة حتّى الدّينيّة أيضاً. بالنّسبة لنا لا يوجد سبب لا ديني ولا اجتماعي ولا أخلاقي ولا تربوي ولا منطقي ولا عقلي، يبرّر للرَّجُل الزّواج من أكثر من امرأة في وقت واحد أي يكون له أكثر من زوجة في آن معاً. 
صديقي، هل سألت نفسك: لماذا يريد أو يحقّ للرَّجُل أن يتزوّج (شرعاً) بأكثر من امرأة؟ هل اقتنعت بسبب يبرِّر ذلك؟

 اقرأ كتاب: الزّواج والبيت المثالي

FacebookYouTubeInstagramPinterestTiktok

تعليقات (44)


desiny duck () - 2012-11-02 08:17

ان الزواج عطية من عند الرب القدير فالزواج وسيلة لتحقيق اهداف سماوية روحية فى فكر الله والهدف من الزواج:
1-النسل الصالح.
2- المعاونة.
3- الحفظ من خطية الزنا.
فالزواج يتم بالمسيح أو باسم المسيح وباسم الثالوث القدوس. ولذلك الزواج هو صورة لأصل هو علاقة المسيح بالكنيسة"ايها الرجال احبو نساؤكم كما احب المسيح الكنيسة""ماجمعه الله لا يفرقه انسان" والمسيح هو سر الوحدة سواء بين الرجل والمرأة او وحدة المسيح بالكنيسة"من له العروس فهو العريس" لذلك فنحن نحتفل بعرس قانا الجليل كعيد سيدى لانه يوم نتذكر فيه استعلان الله وسط الاسرة كما فى العهد القديم وكذلك استعلن نفسه وسط ادم وحواء فى العهد الجديد كذلك
استعلن نفسه وسط العرس وسط الاسرة .ومن يتزوج فى الكنيسة لابد ان يكون عضوا فيهالابد ان يكون فيه روح القدس الذى يوحد بين الرجل والمرأة"هذه الان لحم من لحمى وعظم من عظامى""كما ان الرجل يترك اباه وامه ويلتصق بامراته هكذا نزل المسيح وترك الاب بتجسده ليتحد بالكنيسة.لك المجد آمين


حبيب يوسف (المشرف) - 2012-11-01 05:43

الاخ حامد

سلام لك باسم المسيح

شكرا على مرورك ومتابعتك، ونرحب بك زائرا وصديقا ومحاورا، اني بخدمتك للاجابة عن اسئلتك بمشيئة الله.

نقدر لك رأيك ونسأل الله ان يباركك ويشرق بنوره في حياتك.


حامد المالكى (مصر) - 2012-10-31 19:18

الاخ المهندس اشرف عصام الدين والاخ الأستاذ حبيب / أجمل وأحلى الحوارات على هذا الموقع هى الحوارات إللى مع المهندس أشرف ربنا يرجعه بالسلامة ويكون مفيش شر عليه يارب , مع خالض احترامى للموقع ولك يااستاذ حبيب وتحياتى للاستاذ عصام نجل المهندس اشرف وشكرا


حبيب يوسف (المشرف) - 2012-10-24 05:37

الاخ العزيز عصام الدين،

سررت بالتعرف بحضرتك.

تحياتي للسيد الوالد مع اغلى الاماني بالتوفيق واهلا به في موقع معرفة في اي وقت يراه مناسبا له.

اسأل الله له ولحضرتك البركة والرعاية والسلام.


مهندس/ أشرف عصام الدين (مصر) - 2012-10-23 21:55

الأخ حبيب / أعتذر من سيادتك , عندما راجعت رسالة والدى المهندس / أشرف عصام الدين , وجدتها مذيلة ب ( والدى يسألك أطيب الأمنيات )وليس ( والدى يسألك الدعاء ), وهذا التصحيح هو من أمانة التبليغ , مع الشكر


عرض كل التعليقات


بامكانك مشاركتنا تعليقك بمجرد أن تسجل نفسك عضوا في الموقع


دردشة
تم إغلاق هذه الدردشة

هل ترغب في الدخول في حوار مباشر حول هذا الموضوع؟

تحميل تطبيق "الإيمان والحياة"

Android
iPhone