منذ سنة تقريباً نقلت مكتبي إلى البيت، فصار عملي من داخل البيت الذي أسكن فيه وآكل فيه وأنام فيه. بيتي، حيث اقضي حياتي مع عائلتي، تحول وفي زاوية غرفة منه إلى مكتب صغير كما تشاهدون في الصورة. طاولة وجهاز كمبيوتر، مع طابعة وخزانة صغيرة لحفظ الأوراق الهامة وبعض الأقلام وهذا كل شيء. أنا أعمل منذ سنة في مساحة مترين مربعين لمدة 8 – 10 ساعات يومياً.
حسنات العمل من البيت:
ربما تقول (في حال لم تكن قد جربت العمل من البيت) أن يكون المكتب في بيتك هذا شيء جميل لأن فيه الكثير من الحسنات، مثل لا تحتاج إلى مواصلات كل يوم للذهاب إلى عملك، وهذا فيه توفير. ربما تقول لي إن عملك في البيت يعطيك بعض المرونة في اختيار الأوقات التي ستعمل فيها، فبإمكانك أن تبدأ عملك الساعة 10 بدلاً من الساعة 8 صباحاً مثلاً. وأن تستريح وقت الغداء وأن تعود للعمل بعد ذلك في فترة ما بعد الظهر. ورما يكون هذا صحيح.
سيئات العمل من البيت:
لكن بالنسبة لي ورغم هذ الحسنات وغيرها، إلا أنني لم أعد أطيق العمل من البيت. للأسباب التالية:
- جسدياً: لقد زاد وزني بضعة كيلو غرامات منذ عام تقريباً، فبسبب وجودي في البيت دائماً، لم يعد هناك تنظيم لوجبات الطعام.
- نفسياً: لا يوجد أحد أتكلم معه في أوقات العمل أو أشارك معه أفكاري أو مشاعري في حال كنت متضايق أو مسرور.
- إجتماعياً: تقلصت اللقاءات الإجتماعية مع الأصدقاء والأصحاب والجيران، بسبب عملي في البيت، فالجميع يقول ربما أنت تعمل في هذه الأوقات لذلك لا نحب أن نزعجك بإتصالاتنا أو زياراتنا.
- عائلياً: من الصعب أن أضع حدود لوقت العمل وللوقت الذي سأقضيه مع عائلتي، خاصة أن إبني يدخل الغرفة التي فيها المكتب ويرى والده في البيت فيظن أن والده في إجازة وهو متاح حالياً للعب أو الإجابة على الأسئلة الكثيرة جداً. ومن ناحية ثانية، أحياناً أستمر في العمل لساعات طويلة، وبذلك أهمل مسؤوليتي كزوج وأب في البيت.
فما هو رأيك أنت صديقي بوضعي، هل تشجعني على إكمال ما أنا فيه أي (المكتب في البيت) أم تقول لي من الأفضل أن تبحث عن مكتب تستأجره خارج البيت وتفصل بين الإثنين؟ أحتاج رأي أصحاب الخبرة في هذا الأمر بالذات.