تتبعت بألم الأسبوع الماضي ما حدث في المملكة المغربية، هذا البلد الذي أكن لشعبه كل الحب والإحترام والتقدير. فقد توالت الأخبار سريعاً عن عمليات الطرد التي قامت بها الأجهزة الأمنية المغربية لعدد من الأجانب الذين كانوا يعملون في المجال الإنساني من خلال ميتم للأطفال والمشردين، والتهمة هي "التبشير بالمسيحية".
وهنا سألت نفسي: هل أصبح العمل الإجتماعي تهمة؟ أم أن العمل الإجتماعي الذيي يقوم به مسيحيون أجانب هو الغير مرغوب فيه؟ وأي خطر سيشكله هؤلاء المسيحيون الأجانب على المجتمع المغربي إن علموا الأطفال المبادئ المسيحية التي تهدف إلى محبة الله والناس والتي تقود إلى مجتمع أفضل؟
كنت أفضل لو أن قرار الطرد كان لسبب الإنحلال الأخلاقي الذي يتعلمه الأولاد من الأجانب. أو أن يكون السبب معدل الجريمة الذي ارتفع بسبب ما يتعلمه الأولاد في هذا الميتم أو الملجأ. فالسلطات المغربية لم تعطنا أية إشارة على المخالفات التي ارتكبها هؤلاء الأجانب. كل ما قيل هو أنهم وجدوا كتباً وقصصاً للأطفال واقراص كمبيوتر تتكلم عن الكتاب المقدس والمسيحية. واكتفت بالقول إنهم يقومون بنشر تعاليم مسيحية.
بإسم الحرية، حرية الدين والمعتقد، حرية التفكير والقرار، حرية القبول أو الرفض، أرفع صلاتي إلى الله الذي هو صاحب السلطان على كل شيء أن يعطينا جميعاً في الدول العربية فكراً حراً لتقرير ما نجده نحن صالحاً وحقاً لنا كأفراد. فالله خلق الإنسان حر، ومن حقه أن يختار إيمانه وعقيدته بحرية.
أظن أن شخصاً سيقول بأن هذه هي شريعتنا في دولنا ولا نريد أن يغيرها لنا أحد أو يأتينا بعقيدة أخرى. لكنني أريد هنا أن أطرح عليه سؤالاً: لماذا تُدفع ملايين الدولارات سنوياً لنشر دعوتكم في البلدان الغربية بجميع الطرق والأساليب؟ هل لكم الحق والحرية في أن تفعلوا ما ترونه أنتم مناسباً لكم، وتحرمون الآخرين من هذا الحق؟
بإسم الحرية والمساواة عاملونا كما تريديون أن تعاملوا.