search
burger-bars
Share

...إثمي....اسمييهوى ابني ممارسة  رياضة كرة السلة وكرة القدم وكرة الطاولة، وهذه جميعها يتمرن عليها في المدرسة خلال السنة الدراسية...منذ شهرين تقريباً، قامت إحدى المؤسسات المسيحية بتنظيم برنامج روحي-رياضي تشارك فيه مجموعات من "أولاد" بعض الكنائس، وكانت الكنيسة التي انتمي اليها مشاركة في هذا البرنامج،

 وقد شارك  ابني "كريم" التحضير والتدريب لمبارتي كرة السلة وكرة القدم وايضا المباريات الروحية (حفظ آيات من الكتاب المقدس مع مراجعها، مناقشة حوادث من الكتاب المقدس وغيرها من الاسئلة في بعض جوانب الايمان المسيحي)...حان يوم المباريات بعد فترة تدريب لمرة واحدة كل اسبوع لمدة شهرين...وقد وُجِّهت دعوات لأولياء المتبارين لحضور المباريات النهائية...بعد ظهر ذلك اليوم توجهت وزوجتي لنشاهد المباريات الختامية...التقينا بابننا "كريم" فبدا متجهم الوجه قاطب الحاجبين حزينا...اعتقدنا بادئ الأمر ان السبب هو خسارة فريق كنيستنا...توجهنا مباشرة إليه وبادرته قائلا: "بسيطة يا بابا، لا تزعل بسبب خسارتكم المباريات..."...فأجابني بحزن شديد: انا مش زعلان لأننا خسرنا، بس لأن مسؤولي فريقَي كرة القدم وكرة السلة في كنيستنا حذفوا اسمي من الفريقين وما شاركت بالمباريات...". لقد شعرت انا ايضا بالحزن في قرارة نفسي، لكني رحت اطيب خاطر كريم...وفي سياق حديثنا قال لي: "انا من ضمن  الفرق الثلاثة في كنيستنا (كرة السلة وكرة القدم ومباريات حفظ الآيات والقصص الكتابية) لماذا لم يسمحوا لي بالمشاركة؟ فبادرته بالسؤال: الم تشارك ايضا في تسميع الآيات؟ فابتسم بفخرٍ واجابني: "بلا، لقد شاركت ولقد كنت سبباً في فوز فريقنا...". حضنته وقبلته وقلت له: يا بابا، مع اهمية مشاركتك بكرة القدم وكرة السلة، فأنت اشتركت وفزت بالأهم...". لكن عبثاً، حاولت التخفيف من حزنه لأن اسمه حذف من لعبتين يحبهما وقد اختير للمشاركة بهما...عدنا الى المنزل وكريم ما زال حزينا...وفي اليوم التالي، استفسرت من المسؤول في الكنيسة عن سبب استبعاد كريم عن المبارتين، فوضح لي بأن جميع الأولاد المشاركين تدربوا على جميع المباريات، ولكن لم يكن من الممكن ان يشارك الجميع في جميع المبارايات، بل جرى توزيعهم على الفرق الثلاثة، وقد اختير كريم ليشارك في المباريات الروحية نظراً لكفائته فيها...
الاسبوع الفائت، بينما كنت أحضر عظة قصيرة، قرأت في الانجيل المقدس: "فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ وَاحْفَظْ وَتُبْ، فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلاَ تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ. عِنْدَكَ أَسْمَاءٌ قَلِيلَةٌ فِي سَارْدِسَ لَمْ يُنَجِّسُوا ثِيَابَهُمْ، فَسَيَمْشُونَ مَعِي فِي ثِيَابٍ بِيضٍ لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ. مَنْ يَغْلِبُ فَذَلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَاباً بِيضاً، وَلَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاة...(رؤيا يوحنا: 3: 3-5).
عندها تذكرت حزن ابني على حذف اسمه ومحوه من فريقي كرة القدم وكرة السلة...وتصورت كم سيكون اشد حزناً من يمحو المسيح اسمه من سفر (كتاب الحياة)...شكرت الرب إلهي لأني تبت إليه مؤمنا به، "فمحا إثمي وكتب اسمي" بجانب المختارين لسكنى ملكوته السماوي...

وأنت صديقي القارئ، الا تود أن يكون اسمك مدوناً في كتاب الخلود؟

مدوّنات - blogs