كان للبنان امتياز عظيم بأن وطأت أرضه قدمي الرب يسوع المسيح لما زار صور وصيدا مروراً بقرى كثيرة...يخبرنا الإنجيل المقدس أن المسيح زار نواحي صور وصيدا وهناك صنع معجزة شفاء ابنة الكنعانية (متى 15: 21-28)...ومن صور وصيدا انطلق جمع غفير الى فلسطين ليصغوا الى تعاليم المسيح ويسألونه شفاء مرضاهم ( لوقا6: 17)...وفي هذه المنطقة من لبنان آمن كثيرون به من سكانها...
لبنان بلد سياحي بامتياز وتعتبر السياحة من أساسات ودعائم الاقتصاد اللبناني الأساسية، وخلال السنتين المنصرمتين 2008 و2009 فاق عدد السياح العرب والأجانب في لبنان أكثر من مليوني سائح سنويا...يهتم العرب بزيارة لبنان لما يتمتع به من مناخ جميل وخاصة في المناطق الجبلية، ولبنان معروف بحفاوته في استقبال السياح من كرم الضيافة وحسن المعاملة والاهتمام وتأمين سبل الراحة والاستجمام...
لا أبالغ إن قلت أن الحديث عن ثقافة وتراث لبنان القديم والحديث لا يمكن اختصارها في مقالة أو في سطور قليلة، بل يحتاج الى صفحات وكتب، فهذا واقع ملموس حيث انبرى كثيرون من المؤرخين والكتاب اللبنانيون والعرب والغربيون إلى إصدار كتب تتناول الجانب الثقافي والتراثي للبنان...من قيم لبنان الحديث هو غناه بتراثه وثقافته.
يجمع المؤرخون على اعتبار لبنان بلدا تاريخيا منذ القدم حافلا بالأحداث المختلفة ...فإن موقعه الجغرافي جعله محط أنظار ملوك وحكام وشعوب مختلفة باعتباره نقطة وسطية للتواصل بين الشرق والغرب بل بين مختلف قارات العالم...لذا عرف لبنان حضارات مختلفة تبعا من رومانية وبيزنطية ويونانية وعثمانية وأوروبية وعربية الأمر الذي جعله مرتعا لثقافات عديدة أكسبته أهمية تاريخية. في هذه المقالة سنتناول تاريخ لبنان خلال حقبة الحكم العثماني الطويلة وحتى نيله الاستقلال...