search
burger-bars
Share

حتّى يتبيّن لنا لماذا العبادة هي يوم الأحد، فمن المهمّ أن نعرف متى كان يوم الرّبّ وما هو معناه.

لقد علّم الله البشر وأوصاهم في شريعته التي أعطاها لموسى أنّه ينبغي على الإنسان أن يستريح في اليوم السّابع ويقدّسه، واليوم السّابع في كنيسة المسيح وجب أن يكون يوم الأحد، أي هو  يوم الرّبّ يوم العبادة. كما قدّس الله في العهد القديم يوماً ليتفرّغ فيه مؤمنوه لعبادته، فهذا اليوم استمرّ مقدّساً لله في العهد الجديد، فهذا اليوم قدّسه الله، وكلمة "قدّسه" تعني"خصّصه وفرزه له"، وأمر الله أن يكون هذا اليوم يوم عبادة له، وهذا اليوم كان في العهد القديم يوم "السّبت".

إنّ كلمة سَبْت العَربيّة مشتقّة من الكلمة العبريّة "שׁבת"، وهي لا تعني في معناها العام يوم بعينه، وإنّما قُصِد منها الرّاحة والعُطلة، فالفعل سَبَتْ "שׁבת" يعني توقَّفَ أو انقطعَ عن العمل، استراح. والاسم "سَبَت" يعني جُلوس، واللفظ سبتون "שׁבּתון" يعني عُطلة، عطَّل، تعطيل العمل، راحة تامّة. وقد جاءت في نصّ التّرجمة السّبعينيّة سباتون "σαββατων"، ومنها سباتيسموس "σαββατισμoς" وتعني راحة، وهي قد جاءت في سِفر العبرانيّين 4: 9، والكلمة هنا تعني راحة سواء في مفهومها العِبري أو اليوناني، ولا تُعبِّر عن يوم مُعيّن بالذّات، ولذا لمّا جاء العهد الجديد تَحَوَّل السّبت إلى الأحد بتلقائيّة شديدة كما هو ظاهر في الإنجيل المقدّس. إذاً، إنّ يوم الأحد اليوم الأوّل في الأسبوع هو يوم العبادة وفقاً للنّصوص الإنجيليّة، لنقرأها معاً:

- الأحد يوم العبادة لأن فيه قام المسيح من الموت:

- يخصّص المسيحيّون يوم الأحد لعبادة الله، لأنّ المسيح قام من الموت في هذا اليوم، وهو يُعتَبر ذكرى خالدة لقيامة المسيح المجيدة التي هي أحد أساسات أو ركائز الإيمان المسيحي. نقرأ في الإنجيل المقدّس في إنجيل لوقا 24: 1 - 7

- الأحد يوم العبادة لأن فيه ظهر المسيح لتلاميذه:

بعد قيامته من الموت، ظهر الرّبّ يسوع لتلاميذه في اليوم عينه أي يوم الأحد في العليّة حيث كانوا مجتمعين، حيث نقرأ في كلمة الله الإنجيل المقدّس في إنجيل يوحنّا 20: 19 - 20.

- الأحد يوم العبادة لأن فيه حلّ الرّوح القدس على الرُّسُل:

لقد كان حلول الرّوح القدس على التّلاميذ يوم الأحد أيضاً في العليّة، حيث ظهر لهم الرّبّ كما هو مكتوب في إنجيل يوحنّا 20: 22 - 23. ثم امتلأوا أيضاً من الرّوح القدس في يوم الخمسين، وهو معروف كنسيّاً بأحد العَنصَرة، ففي هذا اليوم خطَّت الكنيسة تاريخ انطلاقها الفعلي والعملي، وابتدأ الإيمان المسيحي ينتشر ويتوسّع على أيدي التّلاميذ والرّسُل (سِفر أعمال الرّسل 2: 41.

الأحد يوم العبادة لأن فيه كان يكسر الرّسُل الخبز حول مائدة الرّبّ (الشّركة):

 نقرأ في سِفر أعمال الرّسُل 20: 7.
 
إذاً، اختيار وتخصيص يوم الأحد يوماً للعبادة حيث يجتمع المؤمنون بالمسيح في مكان خاصّ يُدعى "الكنيسة"، قد تمّ على يد الرّسُل منذ الأيّام الأولى للكنيسة، وقد التزم به آباء الكنيسة عبر تاريخها وما زال حتّى يومنا هذا، مع التّأكيد أنّ المؤمنين بالمسيح يجتمعون أيضاً في أيّام الأسبوع الأُخرى للعبادة ودرس كلمة الله.
صديقي القارئ، أشجّعك على زيارة كنيسة لتتعرّف على كيفيّة عبادة المؤمنين بالمسيح لله له كلّ المجد والكرامة والعبادة له وحده.

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads
دردشة
تم إغلاق هذه الدردشة

المسيحية

تحميل تطبيق "الإيمان والحياة"

Android
iPhone