search
burger-bars
Share

حاجة الإنسان إلى الحبعلى رصيف إحدى محطّات نيويورك مرّت مجموعة

من الشّرطة تدفع أمامها رجلاً مقيّداً بالسّلاسل، وكان الرّجُل شرساً كالح الوجه تبدو عليه علامات اليأس والقنوط، فقد ارتكب الكثير من الجرائم وهو محمول الآن إلى مصيره التَّعِس.

ومع أنّ الرّجُل كان شارداً بفكره بعيداً إلّا أنّه تنبّه إلى همسات طفلة صغيرة عمرها سبع سنوات أفلتت من يد والدها، وأسرعت نحوه والدّموع في عينيها لتقول له: "أنا حزينة من أجلك!"، ولم يسمع هذه الكلمات الخافتة إلّا الرّجُل وحده، والتي تركت في نفسه أثراً لم يمحه الزّمن.

فعند انفراده في زنزانته الصّغيرة كانت هذه الكلمات وحدها ترافقه، وعندما أظلمت كلّ الأنوار كان بريق الحُبّ في عيني الطّفلة يضيء ليله!، ولأوّل مرّة بدا هادئاً وادعاً رقيقاً. وقد شهد بذلك السّجّان قائلاً: "كنت أعرف هذا السّجين من قبل، فكثيراً ما سبّب لي المتاعب في كلّ مرّة جاء إلى هذا السّجن، لكنّه في هذه المرّة جاء مختلفاً تماماً، فقد غيّرته كلمات الحُبّ الصّادق، أو كما قال هو: "إنّ بنتاً صغيرة حزنت لأجلي، فكسرت شفقتها قلبي".

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads

تحميل تطبيق "الإيمان والحياة"

Android
iPhone