search
burger-bars
Share

 المسيحية في شبه الجزيرة العربية:
 لم تتأخر المسيحية في بلوغ أرض الجزيرة العربية فترسخت في دول المنطقة ومن بينها السعودية حيث وصل المؤمنون بالمسيح تلك الأرض البعيدة عن فلسطين مهد الايمان المسيحي، واستقروا فيها وبشروا بالإنجيل وزرعوا بذار المسيحية في قلوب وعقول سكان شبه الجزيرة العربية في ذلك الزمن، حيث اعتنقت قبائل عدة الايمان المسيحي لمئات السنين.

القبائل المسيحية في شبه الجزيرة العربية:

أعتنقت اكثر من قبيلة عربية الإيمان المسيحي وكان لها وجود واسع في السعودية وخاصة في منطقة نجران ومكة والحجاز وأغلب هذه القبائل كانت وثنية. ومن هذه القبائل نذكر: قبيلة بني تغلب، الغساسنة، بني تميم، وبني كندة الذين ساهموا في انتشار المسيحية بعد اعتناقهم لها وكان لهم دير منسوب على اسم هند بنت الحارث الكندية. وقد اعتنق المسيحية ايضاً، كثيرون من قبائل طيء وحنيفة وغطفان وغيرهم. وبالإضافة الى هذه القبائل العربية، اعتنق بعض اليهود الذين سكنوا تلك المنطقة المسيحية.

تأثر مسيحيي شبه الجزيرة العربية بالهرطقات:

 ظهر العديد من الهرطقات التي تشوه الإيمان المسيحي المنادية بغير ما جاء في الكتاب المقدس. فكان نصيب أتباع هذه الهرطقات النفي خارج أسوار الإمبراطورية الرومانية في القرون الرابع والخامس للميلاد. ومن الطبيعي أن يجد هؤلاء الهراطقة في مسيحي شبه الجزيرة العربية (السعودية اليوم) أرضاً خصبة للتبشير بأفكارهم ومعتقداتهم. ولسبب العداء السياسي الذي كان بين سكان شبه الجزيرة العربية مع الإمبراطورية الرومانية تعاطفوا مع هؤلاء المنشقين عن الإيمان المسيحي والمنفيين إلى بلادهم فحضنوهم ورعوهم وقبلوا أفكارهم. مما أحدث تحولاً جذرياً في إيمان المسيحيين في الأجيال اللاحقة. ومن هذه الهرطقات: الآريوسية، الغنوسية، وسنتحدث باختصار عن بدعتين أخريتين كان لهما وجود وتأثير كبير في السعودية:


1. الآبيونية: وهي نسبة ..... وأتباع هذه الهرطقة هم من اصل يهودي اعتنقوا الايمان المسيحي دون ان يتخلوا عن الكثير من العادات والتقاليد وبعض من ايمانهم السابق كتقديسهم ليوم السبت. أما إيمانهم بخصوص المسيح فلا اساس انجيلي له بشكل عام، مثلا اعتبر الأبينيون أن المسيح نبي مرسل من الله وانكروا صلبه وموته حيث اعتبروا ان من تم صلبه هو شخص غير المسيح. وتأثير الأبيونية واضح جداً في فكر وعقيدة الديانة اللاحقة التي ظهرت في القرن السادس للميلاد في تلك المنطقة والتي تبنت الفكر الأبيوني على أنه العقيدة المسيحية الصحيحة.

2. المريمية: وهم وثنيو الأصل وكانوا يعبدون الكواكب الثلاثة "أوزيرس (الأب) وايزيس (الأم) وحورس (الإبن)" ولما تحولوا الى المسيحية التي تؤمن بالثالوث "الآب والابن والروح القدس"، حاولوا التوفيق بين الوثنية التي لا يريدون رفضها بالكامل وبين الإيمان المسيحية بإدخال العذراء مريم الى الثالوث ليصبح: "الله (الآب) ومريم (الأم) والمسيح (الإبن)"، معتقدين بأن الآب تزوج من مريم وأنجب منها الأبن. وهنا المفارقة التي يجدها من يقرأ كتاب الدين الجديد الذي ظهر في القرن السادس الميلادي، والذي يرفض الثالوث المريمي ظاناً أنه الثالوث الصحيح (لأن كاتب الكتاب استقى معلوماته من أتباع هذه الهرطقة وليس من المسيحيين الحقيقيين)، ولم يكن يعرف بأن الإيمان المسيحي القويم والحقيقي يرفض هذا الثالوث (المريمي) بشكل كامل وقاطع.


 من المؤكد أن هذه الهرطقات وغيرها قد أثرت سلباً على الإيمان المسيحي القويم، مما جعل من ساكني شبه الجزيرة العربية أن يظنوا أن هذه الهرطقات هي الدين الصحيح. مما جعلهم يبنون إيمانهم بالمسيح على عقائد ليست صحيحة ومأخوذة عن مهرطقين. لذلك حان الوقت كي يعود الإيمان المسيحي الصحيح إلى شبه الجزيرة العربية ليشمل كل القبائل الموجودة في تلك المنقطة كما كانت قبل أن يأتيها الهراطقة من مسيحيين وغيرهم. 

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads